
في ورشة حوارية نظمتها ضوء: شباب ترقوميا- الخليل يطرحون رؤى ومبادرات لتعزيز دورهم في المشهد الوطني
ترقوميا– الخليل | السبت 19 نيسان/أبريل 2025
في إطار جهودها الرامية إلى تمكين الشباب الفلسطيني وتعزيز حضورهم في الفضاءين الوطني والمجتمعي، نظّمت مؤسسة "ضوء – الهيئة الفلسطينية للحوار والتنمية"، وبالشراكة مع المركز المجتمعي للشباب، ورشة حوارية شبابية في بلدة ترقوميا بمحافظة الخليل، يوم السبت الموافق 19 نيسان/أبريل 2025. جاءت هذه الورشة كجزء من سلسلة فعاليات تستهدف خلق منصات آمنة للنقاش والتفكير الجماعي، وفتح المجال أمام الشباب للتعبير عن رؤاهم حيال التحديات التي تواجههم، وتصوراتهم لمستقبل أكثر عدالة وفاعلية في التمثيل.
أدارت الورشة يافا عطاطرة، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة ضوء، وشارك فيها عدد من الشابات والشبان من ترقوميا ومناطق مختلفة من محافظة الخليل. وقد تمحورت النقاشات حول ثلاثة موضوعات رئيسية شملت التحديات الوطنية الراهنة، تطلعات الشباب، والأدوار التي يمكن أن يضطلع بها الشباب في عملية التغيير.
في استعراض التحديات، أجمع المشاركون على أن العدوان المستمر على قطاع غزة، إلى جانب سياسات الاحتلال المتمثلة في الاستيطان وتقطيع أوصال الضفة الغربية عبر الحواجز العسكرية والبوابات، يشكلان تهديدًا مباشرًا للهوية الوطنية الفلسطينية. كما عبّروا عن قلقهم حيال استمرار الانقسام السياسي وانعكاساته على وحدة المجتمع الفلسطيني، وتراجع الحريات السياسية، وانكماش مساحات التعبير الحر أمام الشباب. أضاف المشاركون إلى ذلك مشكلات أخرى مثل تدني الوعي السياسي، غياب الحياة الديمقراطية، الأوضاع الاقتصادية المتردية، المحسوبية، السطوة الأمنية في الجامعات، وازدياد الرغبة في الهجرة لدى قطاع واسع من الشباب.
أما فيما يتعلق بتطلعاتهم، فقد أكد الشباب رغبتهم في إنهاء الانقسام وتحقيق وحدة وطنية حقيقية، وبناء دولة فلسطينية ديمقراطية تحترم الحقوق والحريات. كما شددوا على أهمية تطوير النظام التعليمي بما يتماشى مع الهوية الوطنية، وضمان حق العودة للاجئين، وتعزيز الاقتصاد المحلي عبر دعم القطاعات الإنتاجية كالصناعة والزراعة، وتحقيق العدالة الاجتماعية، والسلم الأهلي، وضمان تمثيل فعلي وعادل للشباب في مختلف مستويات العمل الوطني والدولي.
وقد أثمرت الورشة عن طرح ثلاث مبادرات شبابية طموحة. تركزت الأولى على مواجهة انتهاكات الاحتلال من خلال تبني مجموعات شبابية لمبادرات توثق وتفضح الممارسات الاحتلالية بحق الأرض والإنسان الفلسطيني، مع متابعة تقديم الشكاوى لدى الهيئات الدولية المختصة. أما المبادرة الثانية، فهدفت إلى تعزيز الوعي الوطني لدى الشباب، عبر تنظيم ورش وجلسات حوارية تسلط الضوء على الحقوق والواجبات والقضايا الوطنية والمدنية، إلى جانب تطوير محتوى توعوي رقمي يعزز هذا الاتجاه، وتنظيم جلسات مساءلة تسلط الضوء على السياسات العامة وتأثيرها على الشباب. أما في الجانب الاقتصادي، فقد اقترح المشاركون مبادرات لتمكين الشباب اقتصاديًا من خلال برامج بناء قدرات في ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة، بما يخلق فرصًا واقعية للتغيير والتنمية.
وقد خلصت الورشة إلى رسالة مركزية مفادها أن الشباب الفلسطيني، رغم كل التحديات، يمتلك طاقة كبيرة للتغيير، شرط أن تتوفر له المساحة الآمنة والداعمة، وأن تتم إزالة العوائق البنيوية التي تقف أمام مشاركته الحقيقية والفاعلة في الحياة الوطنية.